التشريح العضلي لكمال الأجسام
إن الجهاز العضلي هو عبارة عن جهاز مؤلف من بطن لحمي يضعف ويستهدف في نهايته حتى يتحول إلى ألياف حبلية يربطها بالعظام. ويؤدي هذا الجهاز دوره أتوماتيكي بأمر من الدماغ يرسل إلى الألياف العصبية، ويقوم بتحريك أجزاء الجسم تحت تأثير عملية التقلص والارتخاء.
مفهوم التشريح العضلي وأهميته:
التشريح العضلي لكمال الأجسام فهو من أهم المواضيع لكل ممارس أو مدرب رياضة كمال الأجسام والفتنس أو الرياضة بصفة عامة. لأن السر الحقيقي لكي تغير صفات جسمك التشريحية يجب أولاً أن تعرف شيئاً عن التشريح، مما يتيح لك أن تنتقي التمارين المحددة التي تحتاجها لكي تستهدف المناطق التي تصعب معالجتها في بنية جسمك. مثلاً عندما تكتشف تشريح عضلات الكتفين سوف تتوصل إلى استراتيجية فعالة لكي تنمي عضلاتك الدالية وستدرك أن كل جزء منها يتطلب تمريناً مختلفاً، وكذلك كيفية تنمية ما يسمى طوق تدوير الذراع أي الكتف الدوارة (La coiffe des rotateurs) عند الكتف ككتلة عضلية قوية تقاوم الإصابات.
وعندما تكتشف تشريح عضلات الصدر سوف تدرب جميع زوايا الصدر وتغير مسكاتك وتعالج حركاتك العضلية حتى تشكل صدرك. أما عندما تتعرف على تشريح عضلات الظهر ستكتشف وجود ثلاث طبقات من العضلات تكسو ظهرك، وهذا سيجعلك تبدع ذلك الشكل الظهري الرياضي الذي يشبه حرف V. وعندما تتعرف على تشريح عضلات الذراعان ستكتشف أن عضلة ثلاثية الرؤوس (الترايسبس) تشكل ثلثي الكتلة العضلية في أعلى ذراعيك، وأن ثنائية الرؤوس (البايسبس) تتكون من رأسين منفصلين ومهام هذه العضلة أنها تسهل لك حمل أي شيء بأقل مجهود تقريباً، كما ستتعرف أيضاً على العشر الرفيعة في أسفل ذراعك والتي تظهر كلما ارتديت قميصاً بنصف كم.
أما عندما تكتشف تشريح العضلات البطنية ستحصل على خريطة الكنز التي تبين المناطق العضلية الثلاث الخاصة بهذا الجزء المتوسط من جسمك. وعند التعرف على تشريح عضلات الساقين أو أسفل الجسم ستتعلم كيف تؤقلم اي تمرين للساق لكي يتلاءم مع احتياجاتك على أي عضلة كان اهتمامك منصباً عليها. وكما هو معروف عند ممارسين رياضة التدريب بالأثقال فالعضلات التي يقومون بتدريبها فهي 10 عضلات وتسمى بالعضلات السطحية، بجانب الذراعان تتكون من ثلاث عضلات (البايسبس، الترايسبس، الساعد).
مبدأ الحجم وكل شيء أو لا شيء:
عندما تبدأ بمهمة سواء أكانت بسيطة مثل النهوض عن كرسي فإن عضلاتك تعمل على أساس مبدأين فيسيولوجيين إن أي ليفة عضلية. إما أن تشترك في الفعل أو لا تشترك إذا اشتركت في الفعل فهي تؤدي جهداً كاملاً، ولهذا في المرة التالية التي تنهض فيها عن كرسيك لتمشي إلى غرفة، ذكر نفسك أنه في مكان ما من جسمك هناك نسبة صغيرة من أليافك العضلية العاملة بأقصى جهدها لإيصالك إلى هناك.
كما أن الألياف العضلية التي تشترك في الفعل هي الألياف الأصغر وبما أن الألياف الأصغر في الجسم هي على الأرجح ألياف الانتفاض السريع. اقرأ موضوع عضلات جسم الإنسان فهي تشترك في الفعل أولاً لدى النساء وبعض رياضيي التحمل المتمرسين للغاية، كما يمكن لبعض ألياف نوع 1 أن تكون فعلياً أكبر من بعض أنواع ألياف النوع 2 ولهذا السبب يجب أن تتجنب الأستروجين وكثرة التمارين الهوائية عندما تحاول أن تبني عضلات أكبر. عندما يدرك جسمك أن الجهد اللازم يتجاوز نحو 25 بالمائة من قوتك الإجمالية يقوم بتنشيط ألياف 2أ، وعندما يرى أن الجهد يتطلب أكثر من 40 بالمائة تقريباً من قوتك يقوم باستعمال ألياف 2ب.
يحدث كل هذا بسرعة لا يمكنك تخيلها ومع ذلك من المفيد أن تعرف كيف يحدث لأن الألياف العضلية تنظم في مجموعات تعرف باسم الوحدات الحركية. تتألف أي وحدة حركية من خلية عصبية واحدة وأي عدد من الألياف العضلية، من بضع ألياف إلى ألاف الألياف تملك الوحدات الحركية مثل الألياف التي تؤلفها قدرات تتراوح من منخفضة العتبة إلى عالية العتبة. والجسم يدخر الوحدات الحركية الأعلى عتبة من أجل المهمات الأقصى، لهذا نجد أن من يحاول أن يبني أكبر قدر ممكن من العضلات يجب أن يتدرب في النهاية بأثقال تتطلب جهداً كاملاً، وإلا فإن الوحدات الحركية الأعلى عتبة لن تستعمل أبداً تلك هي الألياف التي تعتبر فقط الألياف الأكبر في الجسم، بل أيضاً الألياف ذات الإمكانات الأعلى لتصبح أكبر.
والأن يجب أن تؤمن بأن معرفة شيء عن علم التشريح هي المفتاح لأي لاعب جاد لرياضة كمال الأجسام. ويتم الحصول على التناسق والتماثل الجانبي للعضلات بالاختيار الذكي للتمارين، وليس بمحض الصدفة.
اقرأ أيضاً: