مشاكل نقص النوم للصحة البدنية
إن زيادات القوة التي تختبرها في بداية برنامج التدريب بالأثقال تنتج في معظمها عن استخدام دماغك للمزيد من الوحدات الحركية. لأداء تمرين معين أو استخدامه لها بكفاءة أكبر إن قائد كل وحدة حركية هو خلية عصبية، وبغض النظر عن عدد الألياف العضلية التي تؤلف أي وحدة حركية هناك فقط خلية عصبية ومن دون العصب لا يمكن للوحدة أن تقوم بأي شيء.
أضرار نقص النوم للجسم:
إن أضرار النقص في النوم والسهر معروفة تقريباً عند الجميع والاستمرار على هذه العادة لمدة طويلة. لها تأثير بالغ الخطورة على الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية على الشخص أو الإنسان بصفة عامة، ومن بين هذه المشاكل والأضرار يحدث خلل في جهاز المناعة وهذا ما أكدته إحدى الدراسات امتدت لمدة 10 سنوات بجامعة تورينتو بكندا. وكما قال الباحثون بأن هناك أمراضاً كثيرة كانت خافية وغير معروفة السبب وتبين أن النوم وقلته وراءها وأن جهاز المناعة مبرمج على ساعات اليقظة وساعات النوم التي يحتاجها الإنسان وعند حدوث تغيير في هذه الدورة اليومية يصاب هذا الجهاز بالتشويش والفوضى. وإن امتدت هذه الحالة ليال انحطت قوى الشخص وتوقف العقل على الإنتاج ويبدأ التشاؤم على السيطرة والميل للوحدة وكره المجتمعات وكره النفس ثم كره الحياة.
كما ثبت من خلال التجارب التي أجراها عدد من خبراء التربية البدنية أن الوظائف الجسمية تزداد قوتها وتنقص بين وقت وأخر خلال اليوم. حيث تظهر الكفاءة العضلية في الزيادة تدريجياً عند الساعة الرابعة صباحاً وتبلغ مداها الأقصى في الساعة السابعة صباحاً فيستمر حتى الساعة الحادية عشرة ظهراً حيث يبدأ المستوى في الانخفاض التدريجي إلى غاية الساعة الثالثة عصراً، حيث يزداد تدريجياً إلى غاية الساعة السادسة مساءاً ثم يعود في الانخفاض التدريجي مجدداً أما الانخفاض الكبير يبدأ في الساعة التاسعة ليلاً ويبلغ مداه في الساعة الثالثة صباحاً. وعدم أخذ القسط الكافي من النوم يؤدي إلى ظهور أعراض وأمراض أخرى كالألم في العضلات، التوتر العصبي، التعب، ضعف التركيز، سرعة الغضب، انتفاخ واحمرار العين، الصداع والغثيان.
النوم والراحة في كمال الأجسام والفتنس:
فالراحة تعتبر من بين الهرم الثلاثي التي يجب على كل رياضي الاهتمام بهذا الجانب لتسريع الاستشفاء من التعب. فرياضة كمال الأجسام والفتنس يعتبر التعافي أو الاستشفاء العضلي (Récupération) هو أهم عامل لنمو العضلات. هذا يعني أن الأشخاص المهتمين ببناء العضلات يجب عليهم مراقبة النوم والراحة لأنها هي الطريقة الأولى لتعافي الجسم، ولإجراء مقارنة بسيطة دعنا نقول أن النوم والراحة بالنسبة لجسمك يجب أن تكون الودائع في حسابك المصرفي ومخزنة جيداً وإلا فسيكون ذلك مفرطاً في التدريب (التدريب الزائد)، يمكن أن يختلف مقدار الراحة المطلوبة بشكل كبير من شخص لأخر، ولكن بشكل عام تحتاج إلى ما بين 8 إلى 10 ساعات من النوم يومياً. كما يوصي خبراء اللياقة البدنية بأن تحصل على أكبر قدر ممكن من النوم ولا تتردد في أخذ قيلولة لمدة نصف ساعة في فترة ما بعد الظهر هذا إذا كان لن يؤثر على نومك في الليل بالإضافة إلى النوم، الراحة ضرورية خاصة إذا كنت ممن يعانون من صعوبة في زيادة الوزن.
أهمية وقت النوم الفسيولوجي:
ونوم الليل أحسن من نوم النهار لأنه يعوض القوة والتعب أكثر مما يكون بالنهار ومن الضرر ابدال أحدهما بالأخر. كما لا ينبغي أن ينام الشخص في محل غير مسقوف لأنه يكون عرضة للتغيرات الجوية والصناعات التي تعمل في الليل كلها مضرة، وكذلك السير بالليل لأن ذلك يسرع في التعب وذلك لا يحصل في سير النهار ولا يناسب السير بالليل إلا إذا كانت المسافة قصيرة جداً، وإن كانت طويلة فالسير يكون مضراً خطراً. ومتى نام الشخص الذي كان تعبان نوماً كاملاً ثم استيقظ أحس بنتيجة النوم وهي الراحة من التعب الذي كان به، وحينئذ تتجدد قوته ويتنبه ذكاؤه وفطنته، كما تتنبه جميع وظائف جسمه كلما كان النوم مع راحة لمدة مناسبة كان أنفع وهذا يكون كاملاً متى كان النائم مرتاح البال.
ومدة النوم الجيد المعتدل للكهول والأطفال والنساء من ست ساعات إلى ثمان، ومن كان ضعيفاً يحتاج إلى أكثر من ذلك، أما الشيوخ فنومهم قليل وينبغي ألا يعاق فعل عضو من البدن مدة النوم. وألا تغطى الرأس غطاء ثقيلاً ولا يشد برباط أصلاً كما يفعل بعض الناس لأن ذلك يسبب احتقان المخ. وألا تلبس الملابس الضيقة ولا تشد الأربطة ولا الحزم مدة النوم بل يكفي أن يكون الشخص بقميص واحد كما لا ينبغي أن يكون الفراش يابساً جداً ولا ليناً جداً، لأن اللين يسبب حرارة شديدة فتنشأ احتقانات كثيرة، واليابس لا يرتاح معه النائم وينبغي أن يكون الرأس مرتفعاً عن الجسم بنحو مخدة، وكيفية النوم تكون على حسب راحة الشخص لكن الأولى أن ينام على جنبه الأيمن كما هو مطلوب شرعاً.
كما ينبغي أن ينام الشخص بعد هضم الطعام بحيث تقرب المعدة من الخلو، وأن يكون معتدل الوضع في النوم لتجنب ضيق النفس لأنه إذا استمر على غير اعتدال لمدة سيسبب هذا أمراضاً خطرة كمرض الأعصاب والقلب أو غير ذلك.
في هذه الحالة حدد نشاطك البدني في كمال الأجسام والفتنس حتى تصل إلى أهدافك، ولتعزيز راحتك حافظ على راحة ذهنك (الراحة النفسية) إذا كنت متوتراً ومتوتراً باستمرار فإن جسمك سيهدر الكثير من الطاقة بدون أي سبب.
اقرأ أيضاً: